قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
لتكون لنا بصمة حضور حقيقيّ في تاريخ وطننا
المجلس الإسلامي العلمائي - 2010/10/18 - [الزيارات : 3462]

كم يقف الإنسان إجلالًا وافتخارًا واعتزازًا بتاريخ كبير مشرق كتاريخ البحرين، هذا التاريخ العلميّ الكبير، بحوزاته وفقهائه وعلمائه، وعشرات الألوف من التراث العلميّ الكبير، الذي أسهم في أنْ يجعل من البحرين محطة نور وإشعاع علميّ متميز، ففاضت هذه الأرض بالنور، وإنّ في كلّ بقعة من هذه الأرض، وأينما يطأ الإنسان بقدمه، في كلّ قرية ومنطقة وزقاق، هناك شاهد ومعلم كبير على تاريخ حضاريّ موغل في القدم، يرفع أبناء هذا البلد هامتهم افتخارًا وإجلالًا بعظمة هذا التاريخ وبحضوره ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا.

كما نقف مع البحرين تأريخًا وحضورًا سياسيًّا متقدّمًا، فلقد عاش هذا الوطن وعلى مدى مئات السنين حراكًا سياسيًّا واعيًا متقدمًا، مثّل به أبناء هذا الوطن الحضور السياسيّ القويّ في كلّ المواقع والمواقف التي احتاجت إلى حضور وإلى موقف؛ فكان لأبناء هذا البلد مواقفهم البطوليّة الشجاعة والرائدة في مختلف محطات حركة هذا الوطن، آمنوا به وقدّموا ولا يزالون كلّ ما يستطيعون من أجل رقيّه وازدهاره وتقدّمه، لا يساومهم في ذلك أحد، ولا يمكن أنْ يبتزّهم أحد في ذلك.

إنْ كان للسياسة وحقوق الناس ومتطلّباتهم مساحة كبيرة في الحديث اليوم، فلابدّ من كلمة ترتبط بما يمثل أسّ السياسة ويقع على رأس حقوق الناس ومطالبهم العادلة، ألا وهو حماية واقعهم الدينيّ، فهويّة هذا البلد هي الإسلام، والهويّة الدينيّة لهذا البلد ولأبنائه تمثّل المكوّن الأساس لهويّة البلد السياسيّة، ولا يمكن الفصل بين المكوّن الدينيّ والواقع السياسيّ، بل إنّ العنصر الدينيّ يعتبر الأساس الثابت والركيزة المستقرة لأبناء الأمّة في مختلف أقطارهم.

الهويّة الدينيّة هي الروح الحقيقيّة التي يعيش بها أبناء هذا البلد، يتنفّسون من خلالها ويحملونها بين جوانحهم، يتقدمون ويرتقون بها، لا يُعرَفون إلاّ بها المعرفة الحقيقيّة التي تتجاوز الأطر الأخرى بكلّ تلوّناتها وأشكالها، ومن خلالها ينظّرون إلى كلّ معطيات الواقع، ولهذا فلابدّ للأطر الثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة في هذا البلد أنْ تنسجم مع هذا الإطار الدينيّ الواضح والمتميّز.

إن بلدًا بلا هويّة دينيّة بلد لا روح ولا معنى له، ولا استقرار ولا تقدّم ولا رفاهيّة حقيقيّة له على الإطلاق، فإذا تزعزعت الهُويّة الدينيّة انتكست كلّ مفردات الواقع الثقافيّ والسياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ، فإذا كنّا نبحث عن أمن واستقرار، وعن ازدهار وتقدّم حقيقيين، فلابدّ أنْ ينطلق ذلك من اعتماد على هُويّة هذا البلد الأصيلة، وإنّ المنهج الإلهيّ بما يحتويه من مكوّنات تربويّة ربّانيّة هو الأقدر على أنْ يقيم أسس الأمن والاستقرار والحرية والتقدم الحقيقيين.

إنّ أيّ نوع من أنواع محاصرة الدين والهُويّة، وكلّ محاولات المصادرة لهذه الهويّة أو محاصرتها أو انتقاصها أو مسخها أو تذويبها أو تحجيم دورها، لا شكّ ينعكس تشويهًا للهُويّة الحقيقيّة للأمّة الإسلاميّة، وعاملًا من عوامل انتقاص الأمن ونقض الاستقرار، ومانعًا عن التقدّم والرّخاء.

وإنّ وظيفة الأمّة ووظيفة الأنظمة السياسيّة أنْ تكون المتقدّمة في خط الدفاع عن الهُويّة الدينيّة، وإنّ التنكّر لهذا الجانب وإغماض العين عن أهميّته الكبيرة، من أكبر المخاطر التي تحيق بالأوطان، وله من النتائج السلبيّة الكبيرة ما ينقض كلّ عوامل الاستقرار الأخرى أو يجمّدها.

الرؤية الدينيّة الأصيلة هي التي تصنع أمّة فاعلة منتجة، ونظامًا اقتصاديًّا وسياسيًّا مستقرًا، وقد يصبر الشعب على بعض جوانب النقص في أمور حياته، ولكن لا يمكن له أنْ يقبل أنْ يُهان في دينه وهُويّته الإسلاميّة، ولا أنْ تدنّس كرامته الإلهيّة، ولا أنْ يدجّن فكريًّا وسياسيًّا.

تفهم بعض الأنظمة خطأً أو عمدًا أنّ ما يهدّدها هو الانتماء الدينيّ، وأنّ ما يقلق راحتها واستقرارها هو الالتزامات الدينيّة الحقيقيّة؛ فلذا تعمد إلى محاولة الهيمنة والسيطرة على مجمل الواقع الدينيّ، والعمل على تدجينه أو تسطيحه أو ابتذاله.

هل يتحقّق استقرار سياسيّ بمحاصرة المساجد وخطاب المسجد؟، وهل يمكن أنْ يتحقّق استقرار سياسيّ بمحاصرة المؤسّسات الدينيّة؟، وهل يمكن أنْ يتحقّق استقرار سياسيّ بمحاصرة علماء الدين، والضغط عليهم بكافة أشكال الضغط ومحاولات الابتزاز السياسيّ الممجوج؟، وهل يمكن أنْ يتحقّق استقرار سياسيّ، وأنْ يتحرك مجتمع إلى الأمام مع ملاحقة كافة أنواع الممارسات الدينيّة بالتضييق بالمنع وفرض الوصاية والقيود؟، وهل يتحقق استقرار سياسيّ مع سياسات محاربة القيم الدينيّة والمثل الإلهيّة القويمة، والسماح - على الأقل - بانتشار المنكرات والمفاسد ومواقع الفجور والفساد والرذيلة والانحراف؟، وهل أمكن في يوم من الأيام تحقيق استقرار وثبات سياسيّ مع مواجهة للدين ومعالم الدين ورموز الدين؟!.

سياسات محاصرة الدين اليوم:
هناك رغبة وهناك مخطّط وهناك برنامج عمل متكامل وسياسات تنفيذيّة قائمة لمحو الهُويّة الدينيّة لهذا البلد، حيث يراد للمساجد والحسينيّات أنْ تُدجن كمواقع عبادة مجردة لا تُعنى بواقع الأمّة وبقضاياها وهمومها الحقيقيّة، كما يراد لعلماء الدين وكلّ القوى الفاعلة في الساحة أنْ يكونوا أبواقًا للسلطة تسبح بحمدها وتتكالب على موائدها، ويتمّ العمل اليوم وبشكل دؤوب ومتواصل على إنتاج النماذج الدينيّة (وكذا السياسيّة) المصنوعة على مقاس الإسلام الأمريكيّ، ولا أقل النماذج التي لا تملك قدرة حقيقيّة على أنْ تكون لها رؤية أو كلمة أو موقف.

لا يُراد إطلاقًا أنْ يكون هناك حراك دينيّ يُعنى ببناء الأمّة وتعزيز قيم الدين، وتوضع آلاف القيود والموانع على حركة الواقع الدينيّ والمؤسّسات الدينيّة ومواقع التثقيف الاجتماعيّة المختلفة، وفي المقابل العمل ليل نهار على تحريك مشاريع الإفساد والانحلال وتقديم التسهيلات لكلّ مواقع الفسق والفجور والانحطاط.

نؤمن بأنّه لا يمكن إطلاقًا أنْ تُغيّب هُويّة الشعب الحقيقيّة، الهُويّة الدينيّة والإسلاميّة، كما لا يمكن لأمّة تؤمن بهذه الهُويّة وبرسالتها وقيَمها وتحملها في داخل عقلها ووجدانها وروحها، أنْ تذعن لهذه المحاولات، وإنّ أمّة حيّة مؤمنة ملتزمة لابدّ أنْ يكون لها موقف وكلمة في حماية دينها وقيَمها ومقدّساتها، وتقع المسؤوليّة الكبيرة علينا جميعًا اليوم في حماية الواقع الدينيّ؛ لأنّه يمثل أساس الهُويّة؛ ولأنّه يمثل العامل الأول لتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء والتقدم.

إنّ العمل السياسيّ ومن مختلف قنواته السلميّة منفذ مهمّ للوقوف أمام كلّ هذه المحاولات لمسخ وتضييع هُويّة أبناء هذا البلد، وعندما تُطرح قضيّة المشاركة السياسيّة كعنصر فاعل في هذا المجال، لا يعني ذلك إطلاقًا قبولًا بإطار سياسيّ على ما هو عليه، ولا متاجرة بدماء الشهداء ولا تنكّرًا لآهات المعتقلين، بل هو خط دفاع عن الحقوق، وحركة لتغيير هذا الواقع من خلال ورقة سياسيّة فاعلة.

إنّ المشاركة السياسيّة - كما نتصوّرها اليوم - هي صوت رفض لكلِّ الإجراءات القمعيّة والاتهامات السياسيّة الكيديّة، وهي ورقة ضغط سياسيّ لإصلاح الأوضاع، ولا تعني بأيّ حال من الأحوال تخلّيًا عن إخوة لنا، بل هو دفاع عن حقوقهم المشروعة؛ فالمشاركة هي وقوف مع آهات أمّهات وعوائل المعتقلين، فإنّها آهات الشعب كلّ الشعب، صمودنا السياسيّ إنّما استجابة لهذه الآهات ودعم لمواقف الصمود والتحدّي.

لا نفهم الدعوة للمشاركة الواسعة من قبل علمائنا إلاّ أنّها تنطلق من رؤية سياسيّة ثاقبة، وتعكس إرادة صلبة في الحضور السياسيّ القويّ، لنوصل كلمة ونسمع صوتًا ونسعى للتغيير.

إنّ صوتًا سياسيًّا قويًّا لا شكّ أنّه سيكون معينًا وبدرجة قوية في دعم حقوق الشعب، وعلى رأسها حماية الواقع الدينيّ للأمّة، وكشف كلّ أنواع المؤامرات التي تحاك ضدّ أبناء الشعب، إننا نحتاج إلى هذا الصوت السياسيّ القوي، للوقوف أمام كلّ محاولات الهيمنة على واقعنا بكلّ مساحاته.

ولا يمكن أنْ نحقّق ذلك إلاّ بصوت سياسيّ قوي ومجلجل، ينطلق قويًا صامدًا لا تهزّه ريح، يقف سدًّا منيعًا وجدارًا صلبًا، لا تخضعه مساومات ولا يمكن أنْ تتلاعب به سياسات ولا تحرفه عن خطّه أهواء ونوازع.

وهو ما يحتاج إلى مشاركة سياسيّة قويّة متكاتفة، ورؤية مشتركة، وموقف واحد لا يعرف التذبذب ولا الخوف ولا الوجل، ولا يمكن أنْ يتعرّض للابتزاز السياسيّ ولا الضغط الاجتماعيّ ولا مختلف الإملاءات.

ومن هنا كانت الرؤية ولازالت وتزداد قوة في كلّ يوم، على أنّ المرجّح في مثل هذه الأوضاع السياسيّة بكلّ تفاصيلها، وبكلمة قاطعة - ملتفتين إلى كلّ أبعاد الواقع السياسيّ - أنّ المشاركة السياسيّة القويّة لا يمكن أنْ تكون إلّا عبر قائمة واحدة متشكّلة من البداية تحمل الهمّ الواحد والرؤية الواحدة والبرنامج الواحد، ولها كلمة واحدة وصوت واحد وموقف واحد.

إنّ العمل المنفرد اليوم - مع الاحترام لكلّ مَن يتحرك في إطاره - لا يمكن أن يكون - بأقلّ تقدير - بحجم العمل المشترك الموحّد؛ فالعمل المنفرد - وكما أثبتت التجارب - يسهل ضربه أو سرقته أو حرفه أو تضييعه أو تقييده أو لا أقل تحييده.

إنّ المسؤوليّة الشرعيّة اليوم تفرض على كلّ واحد واحد من أبناء هذا الشعب، أنْ تكون له كلمته، وأنْ يكون له موقفه وصوته الموحّد والجليّ والقويّ، من أجل دعم والحفاظ على وجود سياسيّ قويّ وفاعل يسعى إلى تحقيق المطالب العادلة للأمّة، ويعمل على حفظ حقوقها ويدافع عن مواقفها، وإنّ مشاركة سياسيّة واسعة في الانتخابات القادمة ستكون قادرة على أنْ توصل هذه الرسالة القويّة في أنّ الأمّة لازالت حيّة وحاضرة، لا يمكن أنْ تدجّن ولا أنْ تصادر إرادتها.
وإنّ مشاركة شعبيّة واسعة في عمليّة التصويت لإطار سياسيّ مؤمن وكفء ومنسجم لا شكّ أنّها تُهيّئ الأرضيّة لوجودٍ وحراكٍ سياسيّ مُحكم، ولصوت سياسيّ هادر يواصل العمل على الدفاع عن الأمّة وعن حقوقها وعن هُويّتها.

ولا معنى اليوم لرؤى خاصة وشخصيّة ولا مواقف منفردة ولا محدودة ولا مصالح خاصّة لمنطقة أو مساحة معيّنة، اليوم القضيّة هي قضيّة الوطن على اتساعه؛ ولذلك تحتاج المسألة إلى موقف أكبر، وترفّع وتعالٍ على كلّ القضايا الشخصيّة لنكون مع المصالح الكبرى للأمّة والشعب.

كلمة أخيرة... والموعد السبت:
حماية لديننا وهويّتنا، ودفاعًا عن حقوقنا ومطالبنا العادلة، واستجابة مطلقة لا تعرف التردّد لكلمة ونداء علمائنا، وثقة بعطاء متواصل لا يكلُّ ولا يملُّ وجهد جبار لجمعيّتنا الرائدة جمعيّة الوفاق الوطنيّ الإسلاميّة بقياداتها وكوادرها العاملة المخلصة، وبرنامجها السياسيّ المتقدّم، ومواقفها البارزة، ومرشحيها المؤمّل منهم الكثير الكثير، [ومع الاحترام والتقدير الكبيرين لكلّ المواقع والشخصيّات الأخرى]، معًا وبشكل كامل مع كلّ أبناء هذه الدائرة والوطن لنشارك كلّنا (رجالًا ونساءً بلا استثناء) بصوتنا الواحد القوي المسؤول في الانتخابات القادمة؛ لتكون لنا نحن الكلمة الفصل في صياغة حاضرنا ومستقبلنا، وألّا نسمح إطلاقًا لأحد بإلغاء وجودنا والتحكّم في مصائرنا.

﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ {التوبة/105}

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق
أبن النعيم الغيور
التاريخ :2010-10-19

كفاكم متاجر بعقول الناس دعو الناس تقرر وتفكر بأنفسها ولا تفكر عنهم وتقرر أنتم

هود
التاريخ :2010-10-20

برلمان كسيح

 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2025م