قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
حسين المحروس.................السلام على صورته
جريدة الوقت - 2007/09/24 - [الزيارات : 3714]

 

السلام على صورته

ما الذي يملأ أراشيف الصورة غير الصور الرسمية البغيضة، المملة، الباردة، التي لا حول لها ولا تأويل. أعني لها تأويلات باردة جداً. ويوم يتمّ تغيير سعادة الوزير ونقله إلى وزارة أخرى، أو نزع التوزير منه تبقى صوره في الأراشيف تستدعى في صفحات أخرى، أو لا تستدعى إلى الأبد.
وهو في الغالب الأصلح لمن قرفهم النظر مجبورين إلى صورته التي يتمّ اختيارها من مجموعة صور لم يبدُ فيها سعادته في وضع ملائم: مغمض العينين هذا لا يناسب وزير من اهتماماته شؤون النظر والعين. يعبث في أنفه، هذا أيضا غير مقبول بشخصية من صفاتها الشمّ عن بعد. بشت سعادته مدلوع هذا يعني غياب الاتزان في آرائه. كان يكتب معلقا على نشاط أحدهم لكنه يبدو سرحانا، وليس في وضع تفكير هذه الصورة أيضا لا تناسب سعادته.
منتجو ومخرجو صفحات الصحف يعرفون ما يناسب سعادته من صور فوتوغرافيه، قبلهم رؤساء التحرير الذين اعتادوا اعتماد الصفحات قبل طباعتها يعرفون جيدا ما يناسب سعادة الوزير من صور وما لا يناسب مكانته.
لم يعد مكتب سعادته في حاجة لتوجيه أراشيف الصور في هذه الصحف. صار كل شيء واضح وهو أن يبقى سعادته في صوره واضح أيضا. كل هؤلاء يعرفون جيداً أغنية ''صورتك الخايفة عليها ونحن ما خايف علينا'' للسوداني حسن الزبير.
لكن لا أحد يسألني عن الأغنية فهي على حدّ تعبير الصديق حسين مرهون ''صعبة'' مع إطالة النبر على حرف الباء. المصورون السفلة، المنتجون، المحررون، مدراء وروساء التحرير، مسؤولو الأراشيف، ومكتب سعادة الوزير كلهم ينزعون لصنّاعة صور نقيّة وواضحة جداً لسعادته، وما يخفى من صوره الذي يبدو فيها على طبيعته ''مبهدل'' لا تظهر للناس. وهكذا يظل هو غير وصورته غير.
أعرف؛ هم مجبرون على ذلك، مجبرون على تجميل القبيح. لكن المصورين الصحافيين أكثر فئة من هؤلاء مجبرون على إحضار صور لسعادته وهو وضع واضح، يبدو فيها مؤهلا لما وضع له. يحملون كاميراتهم ووصايا كثيرة: أحضر صورة لسادته وهو يبتسم، يفكر، يعتني بمِنْ هم حوله. لا نريده طبيعياً في الصور، نريده كما يراد له أن يظهر عليه.
الباحثون الذين سيحتاجون إلى أراشيف الصور سوف يمتلؤون بشيء من الكسل، الملل، السأم فلن يجدوا فيها غير صور نقية، ومواقف مصنوعة، خالية مما يثيرهم، أو يفتح لهم موضوعات جديدة. أراشيف تمّ تطهيرها من الصور العوجاء علامة التفكير الأعوج لسعادة الوزير.
فماذا نفعل في أرشيف صور لا يفاجأ الباحث بما ليس في باله. أرشيف لا يمكن النظر فيه إلا من الأعلى. فالسلام على صورته في الأراشيف النقية من كل حراشيف.

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2025م