قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
مؤلفات الأقدمين في منهج الحوزة الدينية.. قراءة وتحليل «4»
كريم المحروس.... جريدة الوقت - 2006/10/08 - [الزيارات : 3790]

مؤلفات الأقدمين في منهج الحوزة الدينية.. قراءة وتحليل «4»
المرونة في اعتماد الكتب الحوزوية لضرورات التعليم والسعي للتبسيط

كريم المحروس

الوقت - العدد 229 - السبت 15 رمضان 1427 هـ - 7 أكتوبر 2006 :
على مدى حلقات بحثية متسلسلة، وفي شهر رمضان المبارك، يكتب الباحث البحريني كريم المحروس تحليلاته العلمية لمؤلفات الأقدمين في منهج الحوزة العلمية، والتي يرى أنها باتت في حاجة ملحة وضرورية للمراجعة وإعادة النظر، وخلال هذه الحلقات يقف المحروس عند جوانب مختلفة من تكوينات ومكوّنات هذه المؤلفات، ويُحلّل أهم أبعاد القصور أو النص التي تعتريها سواء في المدرسة الشيعية أم في مدرسة الخلافة، بحسب تعبيره. وفيما يلي الحلقة الرابعة من هذه السلسلة.
المرونة في اعتماد المؤلفات
وكما أن هنالك مرونة في اعتماد كتاب من دون آخر في المؤسسة التعليمية الدينية وفقا لتناسب المادة ومنهجها وطريقة تبويبها وتقسيمها، كما هو الحال في اعتماد كتاب (الشرائع) للحلي عوضا عن الكتاب الأساس الأول (النهاية) لما تميز به هذا الكتاب من منهج تبويب وتقسيم وتصنيف مميز في ملفين منفصلين: العبادات والمعاملات. وجريا على هذه المرونة يمكن اعتماد ما يناسب المؤسسة التعليمية من مؤلفات تتوافق ومهامها ووظائفها التعليمية في هذا العصر.
لقد كان كتاب (النهاية) للشيخ الطوسي مؤلفا مهما وأساسيا قُرِّر من قبل المؤسسة الدينية مادةً تعليمية، إلا أن التيار العلمي العام استبدله بكتاب (الشرائع) الذي يعد مثالا لمرحلة انتقالية شهدتها المؤسسة التعليمية الدينية قفزت بها من دراسة النص والمتن إلى الدراسة المباشرة للأحكام الشرعية الصادرة عنها. وقد’’حقق المحقق الحلي به (أي كتاب الشرائع) مرحلة مهمة من مراحل التطوير في المتون الفقهية، وبخاصة عند مقارنته بكتاب (النهاية)، حيث لم يلتزم في تأليفه ذكر متون الأحاديث وألفاظها، ولأنه أيضا أكثر فيه من التفريع وذكر الأقوال والإشارة إلى نتائج الأدلة، ما جعله يستقطب اهتمام الدارسين والباحثين والمؤلفين، فيحلّ محل (النهاية)، ويزيد على كتاب (النهاية) بما وُضع له من الشروح التي ناهزت أو جاوزت المئة، لا يزال حتى الآن مدار الدرس ومثار البحث، في الوقت الذي انتهى فيه دور (النهاية) بتداول (الشرائع) في الوسط العلمي’’ (عبد الهادي الفضلي، ‘’تاريخ التشريع الإسلامي’’، ص356).
ولم يكن استبدال كتاب الشيخ الطوسي (النهاية) بـ (الشرائع) للحلي إلا وظيفة فرضتها ضرورات التعليم والمؤسسة التعليمية والحاجة إلى مثل هذا الكتاب البسيط والسهل على استيعاب الطالب فضلا عن المُكلَف، وليس لعملية الاستبدال هذه شأن بمكانة هذا المؤلف في الناس أو في الوسط العلمي في المؤسسة التعليمية من حيث غزارة مادته أو ضعفها، كما أن هذا الاستبدال ليس تهاونا أو تقصيرا أو تقليلا من شأن كتاب (النهاية) أو من مؤلفه الشيخ الطوسي أو من المدرسة المتبنية لقرار تدريسه بين طلابها، بل كان للكتاب قبل كتاب (الشرائع) مكانته العلمية وقيمته في المؤسسة التعليمية الدينية لأنه كان يشكل خلاصة عقل استمد علومه من نفس الوسط العلمي وليس بدعا في التعليم أو خارجا عليه، وكان خلاصة عطاء مؤسس وزعيم للمؤسسة التعليمية في النجف الأشرف الذي تخرج على مدرسته مئات العلماء.
فاستبدال المؤلفات بغيرها في التدريس والتأهيل وظيفة أساسية عمل بها من قبل العلماءُ والفقهاء القائمون على المؤسسة التعليمية لا لأفضلية شخصية وإنما لمتطلبات فرضتها المراحل المستجدة. فذلك مدعاة للخروج من الجمود والرواح لاعتماد مبدأ الإصلاح والتجديد في المؤلفات المعتمدة في المنهج المعاصر. ويدرك الطالب والأستاذ معا هذا الوضع، لكن أسبابا متعلقة بقيود وتقاليد المؤسسة التعليمية الدينية وأعرافها العلمية في عصرنا الراهن لا تمكن من ممارسة شجاعة ابن إدريس الحلي في طرح مشروع الإصلاح والتجديد، وتظل المؤسسة التعليمية الدينية على تفضيل الركون إلى الدوامة اللفظية والفكرية والتضخم والكثافة العلمية المتنوعة في المادة الواحدة وتراكم المقاصد. ويظل الأستاذ من جهته يبذل جهدا جبارا في شرح العبارات وفك طلاسمها التي غالبا ما تستعصي على فهم الطالب، ما يجعل من الطالب شخصية غير مستقلة في فهم المادة وإدراك ألفاظها ومصطلحاتها ويقلل من أثر الدراسة الحرة في صنع ذهنية حرة مستقلة، ويبقى الطالب مقترنا بالأستاذ في حل المعضلات وفك الطلاسم والألغاز حتى تستوي الالتواءات في العبارات، ويصفى له ذلك الخليط العجيب في العبارة الواحدة.
لقد كانت عقدة الكتب والمؤلفات الجامدة من أهم مقاصد الإصلاح والتجديد عند جهود إصلاح التعليم الديني، وبذل الكثير منها سعيا جبارا لتقديم مناهج بمؤلفات حديثة تختصر الطريق لوظيفة الاجتهاد وترفع التعقيد والتضخم فيها، لكن التقليد والتمسك بالرتب الدراسية والتقاليد والخشية من الإصلاح والتجديد والحسد والضغائن القومية والشللية والأعراف الراسخة في بعض مدارس المؤسسة التعليمية كانت أكثر نفوذا وشيوعا وأعز رفضا ونبذا. وأما مَن برز مِن بين المصلحين بمشروعه الإصلاحي فقد كان مرجع ذلك لمواصفات شخصية ومكانة اجتماعية تحلى بها المصلح في بيئته فرضت نفسها على الكيان العلمي في الحوزة وتغلبت على الميول التقليدية، مثلما كان الحال بالنسبة للشيخ محمد المظفر الذي أدى دورا مهما في إعادة صوغ واختصار بعض مؤلفات الدراسة الدينية وإخراجها عن تعقيدها وتضخمها فتبنت بعض مدارس النجف مؤلفاته في بادئ الأمر ثم شاعت على أيدي تلامذة منتدى النشر وكلية الفقه في المدارس الأخرى في العراق وخارجه ‘’وفكرة تبسيط الكتب أساسا ومحاولة تطويعها وترويضها لذهن الطالب: فكرة جاهد عمنا ورائدنا (المظفر) طويلا من أجلها، حتى استطاع أن ينقلها إلى الواقع.. والقضاء بالتالي على الأساليب والكتب الدراسية المغلقة الجامدة التي تحشو ذهن الطالب الناشئ بالنصوص وتشغله بالرموز والشكل أكثر مما تشغله بالفكرة والمحتوى.. ولذلك عمد أول ما عمد نفسه لتأليف كتابه في (علم المنطق) وكتابه الآخر في (علم أصول الفقه) وكتب أخرى في العقائد والفلسفة الإسلامية.. لتحل محل الكتب الدراسية التقليدية التي اعتاد دراستها طلبة العلوم الدينية في تلك المراكز العلمية’’.’’عقائد الإمامية’’، ص15-16). بينما رفضت الكثير من محاولات التجديد والإصلاح في المؤلفات الحوزوية على رغم أهمية هذه المحاولات وتميزها.
إن التعقيد في الألفاظ والأفكار والإيجاز في العبارات كان مناسبا لمرحلة تاريخية مضت لكن الاستمرار في اعتمادها دون المداومة على إصلاحها أو تجديدها أهدر زمنا طويلا من حياة المؤسسة التعليمية الدينية، إذ لا سبيل لفهم وإدراك هذه المؤلفات ومطالبها إلا بالجمود ‘’على طريقة شرح العبارة في التدريس، لأنها بقدر ما لها من محاسن في تفتيح الآفاق الذهنية بواسطة ما يجري فيها من تحليل وتعليل ونقد واختيار، ومن ثم تنمية الموهبة الفكرية، وإثراء المعلومات؛ عليها من المآخذ كضياع أو بعثرة الفكرة موضوع الدرس في هذا الوسط من المعلومات المختلفة التي أفرزتها محاولة شرح العبارة في محورها وحول قطبها، فكثير ما يهتم الطالب بهذه المعلومات التي لها ارتباط بفك العبارة أكثر منه بكثير من ارتباطه بالفكرة موضوع الدرس’’.(مجلة الجامعة العالمية. ع2 يناير/ كانون الثاني 1994ص200-201). ‘’ولو قُدّر للطالب أن يصرف هذا الجهد الذي يبذله في فهم العبارة في تلقي المادة نفسها أو الإحاطة بمعارف فكرية أخرى تهم الطالب في أداء مهمته الرسالية، لوفر على نفسه كثيرا من الجهد وفتح أمامه أبوابا جدية. والحق أن صعوبة الكتب الدراسية المقررة في الحوزات العلمية هي مما يعاني وما زال يعاني منه طلبة العلوم الدينية حتى اليوم. لأنها كتبت بلغة قديمة ومعقدة يعسر فهمها’’. (مجلة النور،ع ,79 ديسمبر/كانون الأول 1997م ص58-,79 إبراهيم العاتي). وتزداد المبررات الداعية إلى استبدال المؤلفات القديمة أو إصلاحها وتجديدها، خصوصا في المراحل التمهيدية في مادة الأصول لأن الكتب المقررة في تدريس هذه المادة تعبر عن مراحل قديمة، كما هو الحال بالنسبة لكتابي (الرسائل) و(الكفاية).

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2025م